رمضان واهل فلسطين

دعوة إلى مبادرة في رمضان لإنهاء الشقاق المشؤوم

يعود رمضان هذا العام وتلتقي فيه على أهل فلسطين مجدّدا ألوان المعاناة كما كان في أعوام ماضية من عمر أكثر من جيلين. وفي فلسطين أطفال لم يعرفوا مذ أبصرت عيونهم نور الحياة سوى ظلمات الاحتلال والحصار والفزع من القذائف والتهجير عن المساكن وإتلاف الحقول والمزارع، والتخاذل عن النصرة والنجدة من جانب الأشقاء الأقربين والأبعدين.

يعود رمضان هذا العام ويضيف إلى هموم الفلسطينيين همّا آخر تصنعه أيادٍ فلسطينية، فتضاعف العنت والعذاب، وتشارك في الحصار والتنكيل، وتزيد البؤس بؤسا والشقاء شقاء وشظف العيش شظفا.

يعود رمضان مع مخاوف أن يصبح شطر الشعب الذي يعاني من الاحتلال شطرين، وأرضه أرضين، ومصيره مصيرين، وهو يرقب كيف تنطلق قذائف اتهامات أهل البلد الواحد وسط قذائف أعداء البلد الواحد، وكيف يسقط فريق ضحية عدوان الأهل إلى جانب فريق يسقط ضحية إجرام العدوّ، وكيف تُفتح الأبواب للتلاقي مع من يغتصب ويقتل ويعتقل ويشرّد، وتوصد الأبواب في وجه الحوار بين الشقيق والشقيق.

ثمّ يقال هما فصيلان اختلفا ويتناحران، وبينهما فصائل تحاول أن تجد لنفسها مكانا وسطا لا يرديها المهالك فلا تكاد تجد، وجهات عربية تتوسّط فلا يُسمع لها صوت، وشعوب عربية تأسى وتتألّم ولا يكاد يقام لها وزن. أيّة فصائل تلك التي بات نسبها إلى فلسطين، وشعب فلسطين، وتحرير فلسطين، ومعاناة فلسطين، ومستقبل فلسطين، عارا على زعمائها بدلا من أن يكون وسام شرف وفخر وعزة وكرامة.

يعود رمضان الذي تُصفّد فيه الشياطين، فكلّ ما يصنعه أبناء فلسطين بأبناء فلسطين فيه هو من صنع أيديهم، ومن إغواء أصابهم على سلطة أو منفعة أو رأي أو اجتهاد، فهل يتخذون من رمضان فرصة لمبادرة خير، تعيدهم إلى أرضية واحدة مشتركة تتسع للجميع، ويحتكمون فيها للمصلحة العليا لا المنافع الذاتية، وتجتمع كلمتهم على مقاومة العدوّ وهو يفتك بهم، بدلا من الفتك ببعضهم بعضا.

لا ينتظر من العدوّ أن يفرج عن المعتقلين في رمضان ولا بعد رمضان، فهل يفرج الفلسطينيون عن المعتقلين من الفلسطينيين؟..
لا ينتظر من العدوّ أن يكفّ عن الفلسطينيين آلته الحربية القاتلة فهل يكفّ الفلسطينيون ألسنتهم وأبواق إعلامهم عن الفلسطينيين؟..

لا يُنتظر من العدوّ أن يمنع جرّافاته عن إتلاف المزيد من مصادر رزق الفلسطينيين، فهل يمنع الفلسطينيين أنفسهم عن المشاركة في حصار الفلسطينيين؟..
لا ينتظر من العدوّ أن يوقف قتل أطفال فلسطين وتيتيمهم فهل يوقف الفلسطينيون مشاركتهم في أسباب تجويع بناتهم وأبنائهم من الفلسطينيين وقهر أهاليهم وهم يرون معاناة أولادهم؟..

لا ينتظر من العدوّ أمنا ولا سلاما فهل يستمر الفلسطينيون في منع الأمن والسلام من جانبهم داخل صفوفهم مع أهلهم من الفلسطينيين؟..

إنّ معاناة أهل فلسطين لا تسمح بحال من الأحوال أن يمتنع "مسؤول" فلسطيني عن التراجع بحجة ألاّ يفقد ماء وجهه بعد أن مضى إلى حيث مضى حتى الآن، ولا تسمح أن يقبل لنفسه أن يكون أداة في مضاعفة المعاناة إن كان عاجزا عن وضع حد لها.

رمضان فرصة لمبادرة فلسطينية-فلسطينية تخفف تلك المعاناة بعد أن تضاعفت خلال الفترة الماضية، وتفتح باب الحوار من جديد، فلا مخرج من المعاناة ولا من أزمة سياسية أو غير سياسية إلا بالحوار، ولا بديل عن مثل تلك المبادرة سوى أن يصيب من يمتنع عنها ما تلهج به ألسنة المحاصرين والمحرومين والمشرّدين والمنكوبين من أهل فلسطين وكلّ من يعيش مع أهل فلسطين من أقصى الأرض إلا أقصاها، من دعوة تستنصر ربّ العزة، الذي لا يردّ دعوة المظلوم، ولا يردّ دعوة الصائم، فليحذر الذين ظلموا من دعوات رمضان، قبل أن ينقلب بهم الحال إلى حيث لا تنفع مبادرات ولا ذرائع ولا مساومات، ولا قوى دولية أو إقليمية، إن تحمهم من غضب أهل الأرض جميعا، فلن تحميهم من غضب رب العباد.

أذا الشعب يوماٌ اراد الحياه فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد للقيد ان ينسكر ولا لليل ان يجلني ........ الله يعين الشعب الفلسطيني .....................؟ king

اي والله الله يعين الشعب الفلسطيني

» شبل فلسطين
» عذرا فلسطين.......................
» بحبك فلسطين؟
» رمزى صالح حارس مرمى منتخب فلسطين ينضم الى رحلة الاحلام
» احزر من سوء العمل بعد رمضان